الدعامة الهيدروليكية: ما دواعي استخدامها؟ وهل هي فعّالة؟

الدعامة الهيدروليكية: متى يتم زراعتها؟ وهل هي ناجحة؟

تعتبر زراعة الدعامة الهيدروليكية احد الاختيارات العلاجية المتاحة لعلاج مشكلة ضعف الانتصاب عند الرجال.

الدعامة الهيدروليكية: ما دواعي استخدامها؟ وهل هي فعّالة؟

بالفعل الدعامة الهيدروليكية متميزة، وفعالة في تعويض ضعف الانتصاب، ولكن ثمنها مرتفع، وقد تفشل زراعة هذة الدعامة اذا تم زراعتها بتقنية غير صحيحة،
مثلها مثل الجراحات الأُخرى، وايضا قد يكون هناك بعض المخاطر، عند زراعة الدعامة الهيدروليكية بتقنية غير صحيحة، مثل حدوث العدوى على سبيل المثال،
لذلك لابد من استشارة طبيب متخصص فى زراعة الدعامات، عن مزايا وعيوب الدعامة.

يعرف ضعف الانتصاب (Erectile dysfunction)، بانه عدم القدرة على الوصول للانتصاب اللازم، أو صعوبة المحافظة على استمرار الانتصاب للفترة اللازمة لإقامة العلاقة الحميمية، بشكل مرضى للطرفين،
ويعتبر ضعف الانتصاب، أحد اهم واشهر الاضطرابات الجنسيّة المنتشرة بين الرجال، فقد اكدت الاحصائيات ان حوالي نصف عدد الرجال
الذين تتراوح أعمارهم بين ٤٠ -٧٠ سنة، يعانون من ضعف الانتصاب بدرجاتٍ متفاوتة.

خلال العقود والسنوات الماضية، كان الرجال يلجأون إلى استخدام مختلف الانواع من الأعشاب، والدهانات، والمُنشّطات الجنسيّة، لعلاج ضعف الانتصاب،
ولكن تعتبر بداية المحاولات الحقيقية لاستعادة قدرة القضيب على الانتصاب، منذ بداية القرن الماضي، وقد بدا نجاح هذه المحاولات، عندما تمكّن الجرّاح الكبير برانتلي سكوت من زراعة
أول دعامة هيدروليكية، او ما يطلق علية الدعامة القابلة للنفخ، وكان ذلك خلال عام ١٩٧٣م، ومنذ هذا الوقت بدأ العلماء في محاولة تطوير مختلف الأنواعٍ من الدعامات، التي يمكن زراعتها فى العضو، لتحسين القدرة الجنسية وعلاج ضعف الأنتصاب، لتصبح دعامة الانتصاب واحده من الاختيارات، التى يتم اختيارها لعلاج مشكلة ضعف الانتصاب.

متى تزرع دعامة الانتصاب الهيدروليكية ؟

تعتبر دعامة الانتصاب احد اهم الخيارات التى يتم طرحها لعلاج مشكلة ضعف الانتصاب في حالاتٍ معيّنة، أهمها:

– عندما لا يكون هناك استجابة للعلاجات التحفظية، وهى العلاجات التي لا تعتمد على استخدام الأساليب المتوغلة، مثل استخدام الحقن القضيبي (Intracavernous injection)، واستخدام أدوية مثبطّات الإنزيم فوسفودايستريز (Phosphodiesterase inhibitors)، فى مشكلة ضعف الانتصاب.

  • عند وجود موانع صحية تمنع من استخدام الطرق الغير جراحية لعلاج مشكلة ضعف الانتصاب عند المريض.
  • عند الإصابة بمرض بيروني (Peyronie’s disease) مع وجود مشكلة ضعفٍ الانتصاب.
  • عند وجود تليفات في القضيب.
  • عند الاصابة بالعجز الجنسي المرتبط بمشاكل نفسيّة.

وهنا يتم اختيار نوع دعامة الانتصاب المناسبة للمريض، اعتمادا على تشخيص وتوصية الطبيب المتخصص، وخبرته الواسعة في مجال زراعة الدعامات،
وايضا اعتمادا على بعض العوامل الخاصة بالمريض.

ما هي الدعامة الهيدروليكية ؟

ما تسمى بدعامة الانتصاب القابلة للنفخ (Inflatable penile prosthesis)، هي نوع من أنواع الدعامات التي يتم زراعتها للمريض، لتساعد على انتصاب القضيب الذكري في حالة الإصابة بضعف الانتصاب، و تتكوّن الدعامة من عدة اجزاء، اولهم اسطوانتين كان يتم زراعتهم فى التقنيات القديمة في الجسم الكهفي (Corpora cavernosa) للقضيب
اما الان فيتم زراعتهم بجانب الجسم الكهفى، للحفاظ علية ولكى يقوم بوظيفته، و هذه الاسطوانات متصلة بمضخّة، يتم الضغط عليها عدة مراتٍ حتى تمتلئ الاسطوانات بمحلولٍ ملحي معقَّم، ومُحفِّز لانتصاب القضيب،
والجدير بالذكر، أنّ متوسط فترة صلاحية الدعامة، يصل الى حوالي 20 سنة من بداية تركيبها، وذلك بناء على دراسة تم نشرها في مجلة (Urology)فى عام ٢٠٢٢ م.

أنواع الدعامة الهيدروليكية

هناك ثلاثة أنواع 

  • الدعامة ذات القطعة : وهذة الدعامة تتكون من أسطوانتين، مدمج بهم خزان صغير في نهاية كل اسطوانة.
  • الدعامة ذات القطعتين : هذة الدعامة تتكوّن من أسطوانتين قابلتين للنفخ، متصلين بمضخّة وخزّان مُدمج في المضخّة، يتم تثبيته في كيس الصفن،
    وتعتبر هذه الدعامة أفضل اختيار للأشخاص الذين يفضلون عدم وجود مخزن إضافي، أو الاشخاص الذين يعانون من ضعف الانتصاب، ولديهم تاريخ سابق من الجراحات في منطقة البطن.
  • الدعامة ذات الثلاث قطع :  تتكون هذه الدعامة من أسطوانات قابلتين للنفخ، وخزّان منفصل، متصلين بمضخة يتم تثبيتها في كيس الصفن،
    حتى يتحرك المحلول من الخزّان إلى الأسطوانات، عند القيام بالضغط على المضخّة ليحدث الانتصاب، وايضا يرجع المحلول الى الخزّان عند الضغط مرة اخرى
    على المضخة، ليحدث ارتخاء بالقضيب، ومن فوائد وجود الخزّان بشكل منفصل على تقليل المضاعفات التى من الممكن ان تنتج، مثل
    إلحاق ضّرر بالأمعاء، والأوعية الدموية والمثانة، والجدير بالذكر أنّ درجة الفاعلية للدعامة ذات الثلاث قطع مماثلة بشكل قريب جدا لللانتصاب الطبيعي للعضو الذكري.
    وقد أشارت دراسة طبية، تم نشرها في مجلّة Medical Devices (Auckland, N.Z.)) فى عام ٢٠٢٢م، إلى ان درجة الرضا تكون مرتفعة جدا عند المرضى
    وزوجاتهم، الذين قامو باستخدام دعامة الانتصاب ذات القطعتين وذات الثلاث قطع، وايضا تم الاشارة الى ارتفاع مستوى كفاءة هذه الدعامات، وانخفاض معدل المضاعفات الناتجه، لذلك تعتبر الدعامة الهيدروليكية اختيار ممتاز، للاشخاص المصابين بضعف الانتصاب.

مزايا وعيوب الدعامة الهيدروليكية :

مزايا الدعامة :

  • سهولة الإخفاء بعد تركيبها.
  • المظهر الجمالى للدعامة الهيدروليكية ذات الثلاث قطع متفوق على الأنواع الأُخرى.
  • وجود ارتخاء بالقضيب، بعد أن يتم تفريغ المحلول من الأسطوانات، وايضا تعتبر دعامة الانتصاب ذات الثلاث قطع، أكثر ليونة بعد التفريغ، عند مقارنتها بغيرها من دعامات الانتصاب.
  • نسبة احتماليّة حدوث ألم منخفضة بعد زراعتها.
  • مستوى كفاءتها مرتفع جدا عن أنواع الدعامات الأُخرى، لان دعامة الانتصاب ذات الثلاث قطع تشابه الانتصاب الطبيعي.

عيوب الدعامة :

  • ثمنها مرتفع بالمقارنه بالدعامات الاخرى.
  • احتمالية حدوث خلل بالجهاز يمنعه من أداء وظيفته.
  • الجراحة الازمة لزراعة الدعامة في العضو الذكري مُعقّدة، وتحتاج الى وجود جراح خبير، فى هذا النوع من الدعامات.
  • تعتبر خيارًا غير مناسب، لمن يفتقد القدرة على استخدام يدية، أو من يعاني من مشاكل صحية في اليدين، كعدم القدرة على تحريك الأصابع، او المصاب باضطرابات عصبيّة معينة.

مضاعفات زراعة الدعامة

من الممكن ان يصاحب جراحة زراعة الدعامة الذكرية بعض المضاعفات، او بعض المخاطر، ومن الممكن ان تظهر هذة المضاعفات خلال اجراء الجراحة، أو بعد انتهائها وتاتى معظم هذة المضاعفات، او المخاطر، عند زراعة الدعامة تحت ايدى طبيب، لا يملك الخبرة فى مجال زراعة الدعامات، وأهم هذة المضاعفات:

  • من الممكن حدوث العدوى، و تظهر أعراض العدوى، كالاحساس بألمٍ متواصل فى مكان تثبيت الدعامة، وقد يكون هذا الألم مصاحبا، لنزول القيح.
  • من الممكن ان تتعرض الدعامة للتلف.
  • من الممكن ان يحدث فشل في أداء وظيفة الدعامة الذكرية.
  • من الممكن ان يحدث ثقب فى مجرى البول (Urethral perforation).
  • من الممكن ان تضرّر الأوعية الدموية.
  • من الممكن حدوث إصابات في منطقة البطن،خلال تثبيت الخزّان أثناء الجراحة.

زراعة الدعامة الذكرية

تعتبر جراحة زراعة الدعامة  من الجراحات التى توصف بانها أمنة، وفعالة لحالات الاصابة بضعف الانتصاب، وايضا لها تاثير ملحوظ في تحسين الحياة الزوجية،
وتشير الدراسات، والاحصائيات إلى استمرار الحاجة لزراعة الدعامات الذكرية، وانتشار شعبيتها، وذلك يعود الى الزيادة الكبيرة في حالات الإصابة بضعف الانتصاب.

والجدير بالذكر ان عملية زراعة الدعامة  تأخذ مدّة قصيرة من الوقت، ويكون المريض خلال العملية تحت تأثير التخدير الموضعي
في جزءٍ مُحدّد (Locoregional spinal anaesthesia).

قبل عملية زراعة الدعامة الذكرية

لابد من ان يقوم الطبيب قبل البدأ فى إجراء جراحة زراعة الدعامة بالتركيز والاهتمام بعدّة جوانب

  • ضرورة معرفة التاريخ المرضى للمريض، ومعرفة مختلف الجراحات التي اجراها المريض مُسبقًا، ومعرفة الأدوية التي يتناولهاايضا.
  • ضرورة إجراء الفحص الجسدي والقيام بتحديد درجة الانتصاب عند الشخص الذي يريد للخضوع لجراحة زراعة الدعامة.
  • لابد من مناقشة المريض والتحدث معه حول الإجراءات بشكل تفصيلى، وتعريفة بكل ما قد يصاحب هذه الجراحة من نتائج اومضاعفات.
  • لابد من التأكُّد من عدم وجود عدوى في الجلد اوفى أجهزة الجسم الأُخرى، أو وجود إصابة بعدوى في الجهاز البولي.
  • لابد من اتخاذ القرار المناسب بشأن منع المريض من استخدام مضادات التخثّر قبل الجراحة.
  • لابد من توجية مريض السكري لضرورة تنظيم مستوى سكر الدم، لديه قبل اجراءالجراحة، فهناك خطورة لحدوث عدوى فى موضع الجراحة، في حال تجاوزت قيمة السكري التراكمي عند المريض ٨‪.‬٥%.
  • لابد من ان يقوم الطبيب بتوعية المريض عن أضرار التدخين وتأثيره على العملية.

خلال عملية زراعة الدعامة الذكرية

يتبع أطباء المسالك البولية تقنيات جراحيّة مختلفة لزراعة الدعامة الذكرية، وتختلف هذة التقنيات بأختلاف انواع الدعامة التى سيتم زراعتها، وأيضا تختلف التقنية بأختلاف الخبرة التي يمتلكها الجراح في هذا النوع من الجراحات،
فقد يلجأ إلى إجراء الشق الجراحي فى الطريق القضيبي الصفني (Penoscrotal approaches)، أو اجراء الشق الجراحى تحت العانة (Infrapubic approaches)،
ولكن لابد من الاهتمام بغسل موضع الشق بمحلولٍ به مضاد حيوي، قبل أن يتم زراعة الدعامة، وبعد ان يتم زراعة الدعامة الهيدروليكية لا بُدّ من اجراء اختبار لها ليتأكد من مدى فاعليّتها.

بعد زراعة الدعامة الذكرية

من الممكن ان يغادر المريض المستشفى بعد انتهاء الجراحة بيوم في حالة عدم وجود أيّة مشاكل او مضاعفات،وخلال تواجد المريض بالمستشفى يهتم الفريق الطبي بإزالة القسطرة
اذا ما تم تركيب القسطرة للمريض بعد الجراحه، ويقومون بتقديم بعض التوصيات، التي لابد ان يلتزم بها المريض خلال فترة التعافي:

  • إمكانيّة استخدام مسكن محدد لفترة قصيرة لتخفيف الألم ولكن فى التقنيات المتطورة يتم زراعة الدعامة بدون ألم وبدون استخدام المسكنات.
  • يتم استخدام المضادات الحيويّة التى يقوم الطبيب بالتوصيه بها، إن كان هناك داعى لذلك.
  • على المريض ان يتجنب حمل الأشياء الثقيلة لفترة من الوقت يحددها الطبيب بعد الجراحة.
  • القيام بتدعيم منطقة الصفن بالطريقة التى يجدها الطبيب ملائمة بعد إزالة الضمادات عن الجرح.
  • يمكن الاستحمام في خلال ٢٤ ساعة بعد الجراحة.
  • القيام بالضغط على المضخة بالشكل السليم الذى يحدده الطبيب عدة مرات يوميًّا بعد الخروج من المستشفى.

يقوم الطبيب بتحديد مواعيد المراجعات بعد زراعة الدعامة الذكرية، حتى يتم التأكد من نجاح الجراحه، ومن فعالية الدعامة والتأكد من عدم ظهور أى أعراض
تدل على حدوث العدوى أو ظهور اى مضاعفات.

كان يتم السماح للمريض باستخدام دعامة الانتصاب فى العلاقة الحميمية بعد مرور ٦ أسابيع على زراعتها، ولكن من خلال التقنية الحديثة لزراعة الدعامة بجوار النسيج الكهفى
من كيس الصفن، اصبح من الممكن ممارسة العلاقة الحميمية بعد ٤ اسابيع فقط من اجراء الزراعة.

medicare-logo-footer

موقع دكتور ياسر بدران هو موقع شخصى وطبى تثقيفى ايضا يحتوى على العديد من المقالات والمعلومات المتعلقة بالصحة الجنسية والتى نحاول ايضاحها بطرق سهلة ومبسطه

جميع الحقوق محفوظة لدكتور ياسر بدران